الكهوف العجيبة بجيجل
جيجل الولاية الساحرة ...تعتبر من بين اجمل الولايات في الجزائر إن لم نقل في العالم من حيث المناظر والغابات والشواطئ فهي تجذب الزائرين من مختلف أقطار العالم في موسم الاصطياف بمعدل يتراوح ما بين 500 الف مصطاف إلى 3 مليون في بداية الموسم .
وجهتنا اليوم منطقة الكهوف العجيبة ببلدية زيامة المنصورية والتي تقع على بعد 40 كلم غرب عاصمة الولاية وتعد الكهوف العجيبة من أبرز المواقع السياحية التي تروي قصة ملايين السنين من ظهور الإنسان في ذات المنطقة ، حيث تم اكتشاف العديد من المغارات التي تحمل في طياتها نقوشا ورسومات للإنسان البدائي كما أن بها مناظر تسحر عقل الناظر إليها بتلك الترسبات الكلسية الطبيعية بمسمى الصواعد والنوازل التي تشكلت بفعل الزمن لتصبح تعبيرا شامخا لكل كاتب أو مؤرخ فتجعلك تسرح في غبرات الزمن الأزلي البعيد المترابط الحلقات من مدخلها إلى اعلى سقف فيها لتحملق بك داخل طياتها في ملحمة بين البقاء أو الزوال . وانت داخل المغارات أو الكهوف ستجد روايات الإنسان الحجري وكيف كافح للبقاء على قيد الحياة باغرب طرقه في الصيد والزهد والفلاحة كما أنك ستجد على جدرانها الكلسية
رسومات لحيوانات عاشت في المنطقة كالديناصورات والسحالي الضخمة وانواع كثيرة من اسماك انقرضت منذ ملايين السنين لتأخدك الطريق الى أسفل الكهوف حيث يلتقي الحبل السري للمخرج مع زرقة البحر وسفح التلة العالية في رؤية بانورامية ساحرة تدل على قوة وملكوت الواحد الاحد الصمد فسبحان الخالق الذي جعل هيبته في ترابط البحر والجبل وذاك النهر .
ولك كسائح أن تتخيل شاطىء الكهوف الرملي بلونه الاسود وارتطام الأمواج بصخوره المنحوتة وارتداد قطرات مائه وتقلب اصدافه على الرمال الترابية لتحملك إلى متنزه أو مستراح بكراسي خشبية وطاولات صممت خصيصا لك لاخذ وجبة غذاء أو عشاء على صوت الطبيعة العذراء التي لم يتدخل في تصميمها بشر ...
ومن بعيد تسمع خرير نهرها الذي يسقي غابة تعج بكل انواع الحياة الطبيعية من أشجار الصنوبر والزان والبلوط والتي تعد ملجأ للعديد من الحيوانات والطيور المختلفة الاشكال والالوان ، فترى فيها القرد الافريقي بذيله المنحني وتطفله الجميل على الزوار ليقتنص اي فرصة في الطعام أو التقاط صورة مع السياح ويعتبر قرد المنطقة من أذكى انواع القردة وهو حيوان ودود تارة وخطير تارة أخرى .
التخييم
يغتنم أهل الولاية فرصة التخييم على ضفة نهر الكهوف العجيبة حيث ترى بعض الخيام متراصة هنا وهناك وادخنة المواقد الطبيعية تبعث من فوهتها رائحة اطيب الاكلات البحرية من اسماك وفواكه البحر فيخيل لك ولوهلة انك لا تنتمي للحضر أو المدينة بل انت جزء لا يتجزأ من عالم مليء بالمغامرات والاستكشاف فكل دقيقة تمر تسنح لك الفرصة في اكتشاف المجهول .
كما يعتبر واد الكهوف العجيبة من بين اغرب واجمل المتدفقات حيث أن مجرى النهر يمتد من أعلى جبال غروش وصولا إلى شاطئ الكهوف العجيبة وتختلف درجة حرارته باختلاف الفصول فتجده بار
دا في فصل الصيف ،معتدل الحرارة في الربيع ،دافى في فصل الشتاء والخريف وماؤه صاف يعكس خضرة الأشجار كأنه الامازون .
الثروة الحيوانية
تعيش في غابة الكهوف العجيبة العديد من أنواع الحيوانات أهمها
القرد الافريقي وابن عرس ، الغيلم السام ، الأفاعي السامة وغير السامة كافعى الفئران ، الطيور بكل انواعها .
الثروة النباتية
أما الثروة النباتية فتتمثل في كثرة أشجار الزان والبلوط والتي تعد أهم مصدر للفلين ، أشجار الصنوبر ، أشجار السرو والعديد من الاشجار التي تبني الغابة الجميلة هناك كما أن المنطقة غنية بنباتات الضرو والآس والخس و الساسنو الذي يعتبر فاكهة حمراء اللون حلوة والتوت البري وفواكه الغابة .
الختام
منطقة الكهوف العجيبة تعتبر داوء للكاتب و ترياق للشاعر و ديوان الاديب ومؤلفات للراوي ..هذه هي جيجل والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق