بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 23 نوفمبر 2020

الاجر القاعدي في الجزائر

 

تدني الاجر القاعدي عند الخواص 


منذ قديم الزمان والإنسان يعمل لكسب قوت يومه أو كسوته سواءا كان العمل بدوام كلي أو بدوام جزئي وهذا مقابل أجر يتقاضاه العميل أو العامل يوميا او أسبوعيا ومع تطور الحضارة وتقدم الإنسان في مختلف المجالات أصبح ضروريا تكثيف الجهود وبناء المجتمع على أسس واضحة بمؤسسات حكومية أو غير حكومية تعرف بالخواص حيث تحتاج مختلف الشركات إلى اليد العاملة لتقديم وتوفير طلب الزبون أو السوق بكل أشكاله .

ففي الجزائر بداية السبعينيات عرفت الدولة تغييرا جذريا وتقدما في كل المجالات الصناعية الخفيفة منها والثقيلة والزراعية والاقتصادية وهذا ماسمي آنذاك بالثورة الصناعية حيث تم تأميم العديد من الشركات لصالح الدولة كشركة المحروقات وغيرها ، تلتها الثورة الزراعية حيث تم استصلاح الأراضي وتوزيعها على الفلاحين كما زودتهم الدولة  بمختلف الآلات والمواد اللازمة لاستمرارية الإنتاج مما أدى إلى ارتفاع الحال الاقتصادي وانتعاش السوق الداخلي والخارجي للبلاد ومما زاد الأمر بهجة هو ارتفاع العملة الجزائرية وأصبحت تنافس العملة الصعبة حيث قابل 1 دج ------»1 فرنك فرنسي وهذا ما جعل الانتعاش المالي وارتفاع الأجور في البلاد ، وعاش اغلب المواطنين في بحبوحة مالية تحت شعار الاشتراكية ، الا ان دوام الحال من المحال حيث عاشت البلاد نكبة سياسية باغتيال الرئيس هواري بومدين الذي كان كالطود في وسط الحلبة فدخلت الجزائر في صراع داخلي تناوب على نهش لحمها العديد من السياسيين الفاسدين حيثوا نهبوا ثرواتها وافرغوا خزائنها وزرعوا الفتنة وهدموا ما سبق وتكلمنا عنه بل باعوا أملاك الدولة والأملاك العمومية لاصحاب المال الفاسد بازهد الأثمان  إن لم نقل بمبالغ رمزية ومنحوا المناصب لعائلاتهم وقاموا بتهريب  الملايير والملايير للخارج وبالضبط إلى بنوك سويسرا وفرنسا وكندا ..

ومع إفلاس معظم الشركات العمومية استلزم الأمر تسريح آلاف العمال لتبدأ أزمة البطالة تليها فتنة العشرية السوداء فتخيل معي هذا المشهد بحبوحة مالية ،موت الرئيس ،بيع الشركات للخواص وأصحاب المال الفاسد ،النفوذ السياسي للمافيا ،افلاس الشركات ،تسريح العمال ،العشرية السوداء ومن هنا بداية المشوار حيث أصبح العثور على العمل حلم معظم الشباب وحتى وإن وجدت عملا فأنت تصبح كلب سيدك (اكرمكم الله ) حيث تعمل بلا حدود وليس لديك وقت الاستراحة وتعمل بدون توقف وهذا ما سمي بالاستعمار الاقتصادي حيث احتكر الشريك الخاص كل الطرق للربح بماله الفاسد الذي جمعه على ظهور المحتاجين والفقراء ليبني أحلامه ويعيش حياة البذخ والرفاهية بفكرة الموت للفقير حيث لا يتعدى ونحن في عام 2020 الاجر القاعدي عند الخواص سطح 16000 دج ولك أن تتخيل مصاريف المواطن الواحد من ايجار يصل إلى 18000 دج واكل يصل إلى 20000 دج ومصاريف الكهرباء  والغاز والماء والتمدرس واللباس والعلاج …..و...وامور كثيرة فكيف سيواجه مصيره وهو لا يجني حتى ثمن الايجار ؟ 

إننا اليوم نعيش أزمة اقتصادية خانقة في وطن حدوده حدود قارة لا يستطيع انتاج إبرة بل يتجرأ المسؤولون على استيراد التراب من بلدان أجنبية لا لشيء إلا لتضخيم الفواتير والنهب والاحتيال على الضرائب بثغرات قانونية ،كما إن المسافر بين غرف البورصة يعرف تمام المعرفة تدني أسعار الدينار في السوق حيث اصبحنا أضحوكة العالم بذاك السعر الزهيد الذي يقابل الدينار الجزائري فتونس الجارة والتي حدودها اصغر من حدود ولاية النعامة وعملتها الدينار التونسي اغلى بسبع مرات منه (من الدينار الجزائري) .

فإلى متى يبقى المواطن البسيط يتخبط كالمذبوح بين ضروريات الحياة البسيطة وبين غلاء المعيشة وارتفاع الأسعار ،ففي الجزائر كل شيء في ارتفاع دائم الا الراتب أو الأجرة . نسأل الله العفو والعافيه في الدنيا والآخرة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. 

بقلم المدون بلقاسم شعيب


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

كورونا جيجل

سبب تفشي الآفات الاجتماعية والجرائم الالكترونية

  سبب انتشار الآفات الاجتماعية والجرائم الالكترونية عرفت البشرية منذ ظهورها تطورات وتغيرات كثيرة في العديد من مجالات الحياة فقبل ظهور الإسلا...

كورونا كوفيد-19