سبب انتشار الآفات الاجتماعية والجرائم الالكترونية
عرفت البشرية منذ ظهورها تطورات وتغيرات كثيرة في العديد من مجالات الحياة فقبل ظهور الإسلام كانت معظم الأمم القوية تحاول فرض سيطرتها على الامم الضعيفة بقانون الغاب اي البقاء للاقوى حيث انتشرت الحروب التوسعية وظهرت دول عظمى بمسمى الامبراطوريات ومع كل ما حدث فرضت على الشعوب البسيطة قوانينها و اسلوب حياتها فاستعبدت من استعبدت وقتلت من قتلت حتى جاء الإسلام واعطى لكل ذي حق حقه وكسر قيود العبودية وانتشر التوحيد في كل أقطار العالم .
فقديما كان الفرد ينسب لعشيرته أو قبيلته أو والده فيرفع شأنه بين الاخرين لدرجة أنه يطغى ولا يطغى عليه فيتمتع بكل الحقوق الا ان هذه الفكرة قتلها الاسلام وأصبح لا يفرق بين أحد إلا بالتقوى ،نعم انزل الله الوحي علي سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم وعلمه شديد القوى من فوق سبع سموات فأقام الحدود الشرعية وحارب الفكر الشركي ووحد الناس تحت راية واحدة ،وقد عاش الناس في مرحلة الدعوة سنوات صعبة تحت تهديد الكفار وانتشار واسع للقتل والحروب والتهجير والحمد لله الذي أمر النبي صلى الله عليه ومن معه بالهجرة .
عاش المسلمون الويلات بسبب كره المشركين لهذا الدين الذي يساوي بين العبد وسيده في زعمهم ففي العديد من المواقف وقعت معارك طاحنة ضرب فيها المسلمون معاقل الشرك والكفر بقبضة أشد من الحديد ونشروا التعاليم الإسلامية السمحة في كل البقاع وفتحوا بلاد فارس والروم والأندلس وأفريقيا والقارة اللاتينية كل هذا كان في زمن رجال عاصروا النبي الكريم صلى الله عليه وسلم وصدقوا الله ماعاهدوا .
أما اليوم فقد تناسى اغلب البشر تعاليم هذا الدين الجميل الذي يحمل في طياته كل القوانين الإلهية والشرعية حيث انتشرت المفاتن و المحرمات بكل انواعها وألوانها فمع كل إشراقة شمس يوم جديد تسمع عن جريمة قتل سببها المخدرات أو سببها سهرة غنائية أو سببها مومس وفي بعض الأحيان لأتفه الاسباب ، كما لا ننسى انتشار الخمور والسرقات وقطاع الطرق والزنى التي تخلف وراءها ضحايا الأمراض النفسية والجسدية وامتلأت المحاكم بقضايا الاغتصاب والابتزاز وزنا المحارم وقطع صلة الأرحام وانتشار واسع للفكر العلماني الشركي الذي زرعته الدول العظمى في شبابنا عن طريق الإعلام أو التكنولوجيا الحديثة كالانترنت والهواتف الذكية ففي كل مرة تبعدنا هذه الأشياء عن الصراط المستقيم لترمينا في مستنقع مظلم مليء بالكراهية والحقد والبغضاء وهذا راجع لنقص الوعي الديني والابتعاد عن حلقات الدكر والمساجد فقد أصبح الواحد منا يرى ابشع الجرائم ولا يتكلم ولا يهمه الامر حتى ...للاسف الشديد نعيش أبغض مرحلة من مراحل البشرية فقد ابتليت هذه الأمة اشد ابتلاء بداية من الأنفس ووصولا إلى الدين فالناصح اليوم أصبح في نظر الآخرين متشددا ورجعيا وقديما اما الصامت عن الحق أو المائل إلى جهة الاقوى فذاك هو المرجو دوامه .
كثرت المعاصي والمفاتن وكثرت الكاسيات العاريات والديوتين وغرقنا في الفتن فكيف هذا يقول السائل ؟
نعم فمع تطور التكنولوجيا أصبح كل شيء سهل فبكبسة زر تغوص في عالم العنكبوتية وهناك فقط تجد ما لا تتخيل من كل شيء تقريبا تبحث عنه في المواقع الاباحية التي خلقت جيلا يحب العنف ويعاني البرود الجنسي الذي بدوره يتحول الى الشذوذ ليرحل إلى عالمه الخفي كالمخدرات أو الانتشاء الجنسي ظنا منه أنه يستمتع فهيهات هيهات لو علم ماذا ارتكب في حق نفسه ، دون أن ننسى تلك المواقع التي تسافر بك الى المتاجرة بالأعضاء والتعامل مع مافيا المخدرات وبعض الصفحات تجدها تعلمك كل انواع السحر والشركيات وتهديك امنيات آخرها عذاب جهنم إن لم تتب وتستغفر. فالغرب اليوم عرف كيف يحارب المسلمين من دون خسائر في السلاح أو الأرواح حيث أصبح يخوض حرب بدون دموع الخاسر فيها هو انت كمسلم إن اتبعت هواك ورضخت لشيطانك نعم فالحرب اليوم هي حرب إعلامية شرسة تبدأ من جهاز تلفازك لتنتهي بين يديك وفي هاتفك الذكي لتقضي عليك وعلى مبادئك الدينية ثم مبادئك الشخصية وطموحاتك فاحذر من هذا العدو الخفي واستعمل سلاحك ضد العدو وليس ضد نفسك واتق الله وتذكر أنها حرب على الاسلام ديننا الحنيف الذي حماه ويحميه الله منذ أكثر من 1400 سنة من الآن واحرص على أن لا تخوض هذه الحرب الفكرية والإعلامية الا وانت متشبع بتعاليم الرسول صلى الله عليه وسلم محافظا على حدود الله لأن العدو عدو الله ورسوله صلى الله عليه وسلم واتقوا يوما تجمعون فيه بين يدي الجبار لأن السبب الوحيد لانتشار مثل ماسبق هو الابتعاد عن الدين والتفكير السلبي والرفقة السلبية والانطواء على النفس وتجنب حلقات يذكر فيها الله نعم هذه هي أهم الأسباب .
انتهى
بقلم بلقاسم شعيب
على الساعة 4:00 صباحا
24 نوفمبر 2020